ما حكم التنجبم (الابراج التي انتشرت
قضية التنجيم ، التنجيم إذا أريد به الاستدلال بالنجوم على الحوادث المستقبلة ، وأن النجوم لها تأثير في الكائنات ، وفي نزول الأمطار ، أو نزول الأمراض أو غير ذلك ، فهذا شرك أكبر ، وهو من اعتقاد الجاهلية ، والتنجيم على هذا النحو محرم أشد التحريم ، وأما الحديث الذي سألت عنه : التحميل جاري.... كذب المنجمون ولو صدقوا ، فلا أعرف له أصلًا من ناحية السند ، ولم أقف عليه ، وأما معناه فهو صحيح ، فإن المنجمين يتخرصون ويكذبون على الله سبحانه وتعالى ؛ لأنه لا علاقة للنجوم بتدبير الكون ، إنما المدبر هو الله سبحانه وتعالى ، هو الذي خلق النجوم ، وخلق [ ج- 1][ص-33] غيرها ، والنجوم خلقها الله لثلاث : زينة للسماء ، ورجومًا للشياطين ، وعلامات يهتدى بها ، هذا ما دل عليه القرآن الكريم ، فمن طلب منها غير ذلك ، فقد أخطأ وأضاع نصيبه ، هذا ما يتعلق بالتنجيم والنجوم .
وكذلك بقية الأمور التي هي من الخرافات والشعوذة كالرمل ، خطف الرمل ، وغير ذلك من الأمور التي تستعمل لادعاء علم الغيب ، والإخبار عما يحدث ، أو لشفاء الأمراض ، أو غير ذلك ، كل هذا يدخل في حكم التنجيم ويدخل في الكهانة ويدخل في الأمور الشركية ؛ لأن القلوب يجب أن تتعلق بالله وخالقها ومدبرها ، الذي يملك الضر والنفع ، والخير والشر ، وبيده الخير وهو على كل شيء قدير ، أما هذه الكائنات وهذه المخلوقات فإنها مدبرة مربوبة ، ليس لها من الأمر شيء ، سورة فصلت الآية 37 وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت : 37] ، سورة الأعراف الآية 54 إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 54] ، فكلها كائنات مخلوقة مدبرة ، لها مصالح ربطها الله سبحانه وتعالى بها ، وهي تؤدي وظائفها طاعة الله ، وتسخيرًا من الله سبحانه وتعالى .
أما أن يتعلق بها ويطلب منها دفع الضرر أو جلب الخير ، فهذا شرك أكبر واعتقاد جاهلي .